هل يجوز الاعتكاف في البيت في العشر الأواخر من رمضان

رقم الفتوى ( 3497 )

السؤال : هل يجوز الاعتكاف في البيت في العشر الأواخر من رمضان، لاسيما أننا هذه السنة لا نستطيع الاعتكاف في المساجد بسبب جائحة كورونا؟ علما بأن بعض العلماء أفتوا بجواز الاعتكاف في البيت خاصة في مثل هذا الظرف، فما قولكم؟ جزاكم الله خيرا.

الجواب : من شرط الاعتكاف أن يكون في مسجد، هذا هو مذهب إمامنا الشافعي رحمه الله تعالى ومذهب جمهور العلماء، وهو الذي تدل عليه الأدلة، فالله عز وجل ربط الاعتكاف بالمساجد في قوله : (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ )[سورة البقرة: 187]. فخص النهي عن المباشرة بالاعتكاف في المساجد فدل على أن المسجد شرط في الاعتكاف.
ولا يعرف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا عن أصحابه اعتكاف شرعي في غير المساجد.
ولو كان الاعتكاف يجوز في البيوت لاسيما للنساء كما ذهب إليه بعض العلماء لكان بينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأرشد إليه زوجاته اللواتي كن حريصات على عبادة الاعتكاف، فلو كان الاعتكاف جائزا في البيوت لاعتكفن في البيوت وكان خيرا لهن من الخروج إلى المسجد.
وإذا عجز المسلم عن عبادة وحال بينه وبينه حائل وهو ناو لها عازم عليها كتب الله عز وجل أجره تاما وافيا.
وإذا كنا لا نتمكن من الاعتكاف هذه السنة بسبب جائحة كورونا فعلينا أن نعتكف في بيوتنا على كتاب الله عز وجل وعلى ذكر الله تعالى في هذه العشر الأواخر، وأن نبعد أنفسنا عن الأجهزة الملهية، وأن نحرص على قيام الليل مع أهلنا طلبا لليلة القدر، ونلح على الله عز وجل بالدعاء حتى يرفع عنا البلاء والوباء، وأن يصلح حالنا وحال المسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى