نصيحة في التحذير من نشر المنشورات المضللة
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة في التحذير من نشر المنشورات المضللة
قرأت مقالة بعنوان : ماذا بعد كورونا.. كارثة كونية متوقعة
يجمع فيها كاتبها بين الكذب والدجل والتلفيق والاعتماد على أحاديث مكذوبة، وتفسير للقرآن بالهوى، وتنزيل النصوص على تاريخ معين في سنة معينة وشهر معين ويوم معين بغير مستند البتة في هذا التنزيل، ومع هذا كله فقد أخذ الناس يتلقفون هذا الخبر وينشرونه وكأنه حقيقة، وهذا يدل على ضعف البناء العلمي عندنا، وعلى العجلة في النقل.
وليعلم الناقل أنه إذا نقل شيئا عن رب العالمين فكان ما ينقله كذبا أنه يكون قد وقع في كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب وهي كبيرة القول على الله بغير علم، قال الله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[سورة اﻷعراف: 33].
وإذا نسب قولا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مكذوب عنه فقد اختار لنفسه مباءة ومقعدا في النار، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : ” مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ “.رواه البخاري ومسلم.
وحسب الناقل أن يكتب من الكاذبين أن يحدث بكل ما سمع حتى لو لم يتعمد الكذب، فعَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : ” كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ” رواه مسلم في مقدمة صحيحة.
فلنتق الله تعالى، ولنحذر من التعجل بالنسخ واللصق، فإننا مسئولون عن ذلك في الآخرة، وعقول الشباب والناشئة أمانة في رقابنا فلا نرمي لها بهذه السموم والتخاريف، ولنكن على وعي ودراية بأن ثمة من يكتب هذه الترهات بقصد ليصرف الناس عن الحق ويربطهم بالأوهام ويخرب البناء العقلي والعلمي عند الجيل، فحاربوا هذه المنشورات بإهمالها وسؤال أهل الدراية عنها، واحذروا من تصديقها ونشرها.
أبو مجاهد
صالح بن محمد باكرمان