هل ثبت عن الرسول أنّه عالج بالقرآن

رقم الفتوى ( 3394 )

السؤال : هناك من يقول: إنه لم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم عالج بالقرآن، فهل هذا القول صحيح؟ وإذا كان صحيحا، فهل يؤخذ دليلا على عدم جواز علاج مرضى(الصرع والسحر وغيرهم) بالقرآن والرقية الشرعية؟ وجزاكم الله خيرا.

الجواب : ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه عالج المس بالرقية الشرعية بالتفل في الفم وأمر الشيطان بالخروج ، فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ” ابْنُ أَبِي الْعَاصِ ؟ ” قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : ” مَا جَاءَ بِكَ ؟ ” قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. قَالَ : ” ذَاكَ الشَّيْطَانُ، ادْنُهْ “. فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ : فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ : ” اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ “. فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ : ” الْحَقْ بِعَمَلِكَ “. قَالَ : فَقَالَ عُثْمَانُ : فَلَعَمْرِي مَا أَحْسَبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ. رواه ابن ماجة.
وعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ – قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً : يَعْنِي الثَّقَفِيَّ،
وَلَمْ يَقُلْ مَرَّةً عَنْ أَبِيهِ – أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ “. قَالَ : فَبَرَأَ فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ كَبْشَيْنِ، وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ، وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ. قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” خُذِ الْأَقِطَ، وَالسَّمْنَ، وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ، وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ “. رواه أحمد.
وثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه رقى رجلا لديغا بفاتحة الكتاب وأقره النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين.
وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في قصته مع الشيطان أن الشيطان قال له: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }، وَقَالَ : لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ” فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَمَا إِنَّهُ قَدْصَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ. تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ ” قَالَ : لَا. قَالَ : ” ذَاكَ شَيْطَانٌ “. رواه البخاري.
ولا أعلم أحدا من العلماء ينكر العلاج بالقرآن سواء منهم الذين يقرون بالمس وهو الحق، أو الذين يقولون: إنما يؤثر الشيطان دون أن يدخل في الآدمي.

زر الذهاب إلى الأعلى