كيف نرد على الملحدين الذين يقولون أن الرسالات السماوية من عند الملائكة

رقم الفتوى ( 3350 )

السؤال : هناك شبهة: وهي قول بعض الملحدين: إن الرسالات السماوية ليست من عند الله وإنما من عند بعض الملائكة الذين آتاهم الله قدرة مطلقة أو شبه مطلقة يدعون بواسطتها إلى عبادة الله عز وجل.
فكيف نرد عليهم؟

الجواب : شبهات الملاحدة والربوبيين لا تنتهي، وينبغي للمؤمن العاقل أن لا يعرض قلبه للشبهات، وأن يتمسك بالمحكمات.
ونقول في الرد على هذه الشبهة :
أولا: ليس ثمة ملك أعطاه الله تعالى قدرة مطلقة، فالذي له القدرة المطلقة هو الخالق وحده سبحانه، ومن المستحيل عقلا أن يتصف اثنان بالقدرة المطلقة كما دل على ذلك ما يسميه العلماء دليل التمانع : فلو قدر وجود قدرتان مطلقتان أحدهما أرادت إحداهما تحريك جسم وأرادت الأخرى سكونه فثمة ثلاثة احتمالات يفرضها العقل :
الأول: أن يتحقق أثر القدرتين وذلك مستحيل؛ لأنه جمع بين النقيضين.
والثاني : أن لا يتحقق أثر القدرتين، وذلك مستحيل؛ لأنه رفع النقيضين، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.
والثالث : أن تؤثر إحدى القدرتين دون الأخرى، والقدرة المؤثرة الغالبة هي القدرة المطلقة وهي قدرة الخالق سبحانه.
ثانيا : لم يدع ملك من الملائكة أنه أرسل رسالة.
ثالثا:الرسل الذين جاؤا بهذه الرسالات قالوا : هذه رسالة الله عز وجل، ولم يقولوا : رسالة ملك من الملائكة، فإن كنت تؤمن بصدقهم فقد صدقوا وأقررت أن الرسالة من الله عز وجل، وإن كنت لا تصدقهم، فلا نقبل منك كلاما، وحديثنا معك ينبغي أن يكون في إثبات رسالة الرسل.
والرسل قد جاؤا بالمعجزات الدالة على صدقهم أن الذي أرسلهم هو الله عز وجل، ومن أعظم المعجزات معجزة القرآن الكريم، وقد جعل ربنا تبارك وتعالى القرآن معجزة دالة على صدق رسالة رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وآله وسلم، وقد تحدى الله عز وجل العالمين أن يأتوا بمثل القرآن، قال الله تعالى :(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)[سورة اﻹسراء: 88].
وتحدى الله عز وجل من كان في ريب وشك من صدق رسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأنها من عند الله تعالى بأن يأتوا بسورة من مثله، فقال جل جلاله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)[سورة البقرة:23 – 24].

زر الذهاب إلى الأعلى