حكم من يلقي محاضرة للنساء بدون ساتر
رقم الفتوى ( 3277 )
السؤال : ياشيخ، بعض الشيوخ عندما يأتي يسوي محاضرة للنساء يمنع من وجود ساتر هل يحضرن النساء المحاضرة أم يتجنبن المحاضرة لوجود فتنة في بعض الشيوخ من جمال أو العكس مع النساء؟
الجواب : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحاضر النساء دون ساتر كما جاء بيان ذلك في حديث خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للنساء في يوم العيد وأمره لهن بالصدقة ومعه بلال، والحديث في الصحيحين، والواجب هو أن يكن متسترات بالحجاب ولا حاجة لساتر بعد الحجاب، وأما قول الله تعالى:(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ)[سورة اﻷحزاب: 53]. فالمقصود به حين تكون المرأة في بيتها ليس عليها جلباب، أو المقصود به الحجاب الذي تحتجب به المرأة لا يخرج كلام السلف عن هذين القولين، وأما الإلزام بساتر فوق الساتر الكامل الذي تحتجب به المرأة عن الرجال فلا نعلم لذلك أصلا في السنة، ولكن لو كان المقصود به أن تأخذ النساء حريتها في المكان ويتركن بعض الحجاب كالخمار فيلزم الساتر، والرجل الذي فيه فتنة ظاهرة ينبغي له أن يجتنب الدخول على النساء اجتنابا للفتنة ودرءا للمفسدة. وأما طلب بعض المشايخ الدخول بدون ساتر فلأن الحجاب الكامل كافي وهو يريد انتباه النساء مع المحاضرة فإن التفاعل مع المحاضر المرئي أشد من التفاعل مع المحاضر المستور، وكذلك فإن هذا يمنع لغط النساء، فإن النساء حين يكون المحاضر وراء ساتر يكثرن من اللغط وعدم الانتباه للمحاضرة، فهذه هي أسباب طلب بعض المحاضرين إزالة الساتر، وأولها أن ذلك هو هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمحاضر لم يأت لينظر في النساء، بل أتى لوعظهن أو تعليمهن فلا ينبغي تركهن للخير بحجة عدم وجود ساتر. والله أعلم.