هل عبارة على نياتكم ترزقون صحيحة

رقم الفتوى ( 3269 )

السؤال : منتشر بين الناس عبارة: “على نياتكم ترزقون” فهل النوايا سبب للرزق؟ وهل دل القرآن والسنة على ذلك؟
جزاكم الله خيرا.

الجواب : الرزق قسمة من الله عز وجل كما قال تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[سورة الزخرف: 32]. ومن أسباب الرزق صلة الرحم والبر، فالنوايا الصالحة كنية البر والصلة والعطاء والسخاء قد تكون سببا في الرزق، والنوايا الفاسدة قد تكون سببا في منع الرزق كنية قطع الرحم والمنع وعدم الإنفاق، وبهذا يكون الرزق بحسب النيات، فتصح عبارة : “على نياتكم ترزقون” بهذا المعنى، وأما إذا كان المعنى: أن الله عز وجل يرزق الإنسان الضعيف الذي يقال فيه: ” فلان على نيته” أي: نيته صافية في الخير ولا يؤذي أحدا لضعفه فليس بصحيح فكم من إنسان ضعيف على ذلك الحال لم يوسع الله عز وجل عليه في الرزق، ولكن الضعيف يكون سببا في الرزق ولو لغيره، فعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ؟ “. رواه البخاري. فالذي أنصح به أن لا تطلق هذه العبارة. والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى