ماذا يفعل من حاول التوبة من ذنب ولم يقدر

رقم الفتوى ( 3201 )

السؤال :يا شيخ شخص يرتكب ذنبا من الكبائر، وحاول أن يتوب منه دون جدوى، مع العلم أنه محافظ على صلاته، ويصلي الليل، ويدعو أن يقلع من هذا الذنب ويقرأ دائما القرآن، ويستغفر لكن لم يستطيع الإقلاع عن الذنب! فأين الخلل ياشيخ؟ هل في الشخص نفسه أم في صلاته؟ أفدنا بنصائحك. جزاك الله خيرا.

الجواب : هذا الرجل ممن قال الله عز وجل فيهم : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
[سورة التوبة 102]. فهذا الرجل ما دام مصرا على التوبة قاصدا لها يتضرع إلى الله عز وجل ليعينه على الإقلاع عن الذنب فإنه يرجى له الخير والتوبة بإذن الله عز وجل، والخلل في إيمانه ومعرفته بالله عز وجل فهذا الرجل لم يعرف الله عز وجل حق المعرفة بعظمته وجلاله ولم يقدره حق قدره واستخف به ولم يوقن بنظر الله إليه ومراقبته له، فجعل الله عز وجل أهون الناظرين إليه، قال الله عز وجل: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)[سورة النساء: 108]. وكذلك فإن هذا الرجل عنده خلل في الإيمان باليوم الآخر والرجوع إلى الله عز وجل والجنة والنار، وهذا العاصي إذا لم يستح من الله عز وجل فليستح ممن يراه من الملائكة والجن والشياطين، ولكنه صار مسخرة للشياطين يتلاعبون به كما يشاؤون وينظرون إليه وهو يعصي وربما أشاعوا ذلك عنه وفضحوه ، وبهذا يخرج الذنب ويظهر ولو كان في السر، فكيف به إذا وقف بين يدي رب العالمين وصار أمام جموع الخلق يوم القيامة وفضح؟ وما هي فائدة الذنب؟ طاعة الشيطان وإرضائه ومعصية الرحمن وإغضابه، وشهوة عابرة يتبعها ألم دائم وأين ذلك من لذة الطاعة ، وحلاوة ترك المعصية لله عز وجل؟ وهل تبرد المعصية ظمأ النفس أو تشبع جوعتها؟ كلا والله بل تزيدها ظمأ وجوعا وعطشا ولهفة واشتعالا وعذابا وألما، فمتى يا مغرور تتوب؟ هل تنتظر أن تحشرج النفس في الصدر، وتنزع الروح من الحلقوم وتوافي ربك ؟ فماذا ستقول له وأنت قد استخففت به وانتهكت حرماته وتعديت حدوده؟ فتب قبل فوات الأوان واترك لله يهدك الله.

زر الذهاب إلى الأعلى