الفرق بين السيئه والذنب

رقم الفتوى ( 3167 )

السؤال : ما الفرق بين السيئه والذنب؟

الجواب : الذنب هو الجرم الذي يستحق عليه فاعله العقوبة، ويطلق على الذنوب الكبيرة والصغيرة،  قال الله عز وجل حاكيا عن موسى عليه الصلاة والسلام: *(وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ)* [سورة الشعراء: 14]. وكان ذنبه قتل النفس، وقال الله عز وجل عن رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: *(لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)* [سورة الفتح: 2]. وفي الحديث:  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ ؟ قَالَ: *” أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ “*. قُلْتُ : إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : *” وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ ؛ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ “*. قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : *” أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ “* رواه البخاري ومسلم.
والسيئة: هي كل ما يسوء الإنسان في الدنيا والآخرة، فتطلق على البلايا والمصائب، وتطلق على الذنوب؛ لأنها تؤدي إلى السوء والعذاب.
قال الله عز وجل: *(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)* [سورة آل عمران: 120].
وقد يراد بالسيئة الذنب العظيم كما في قول الله عز وجل: *(بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)* [سورة البقرة 81]. فإن المراد بالسيئة هنا الكفر.
وتطلق ويراد بها الصغائر كما في قول الله عز وجل: *(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا)* [سورة النساء: 31].
فالخطايا ذنوب بالنظر إلى اكتسابها وابتدائها ، سيئات بالنظر إلى آثارها ومنتهاها.
والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى