حكم الخمر

رقم الفتوى ( 3162 )

السؤال : ياشيخ، فيه شخص يقول: “إن الخمر ليس حراما” علماً أني أتيت له بأغلب الآيات والأحاديث ولم يقتنع، الرجاء إفادتي ببعض الآيات والأحاديث لكي أقنعه.وجزاك الله خيراً.

الجواب : الخمر من المحرمات القطعية المعلومة من الدين بالضرورة المجمع عليها، والمسلم الذي ينكر تحريم الخمر مرتد خارج عن ملة الإسلام إلا أن يكون أسلم حديثًا ويجهل تحريم الخمر.
قال الله عز وجل: *(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)* [سورة المائدة: 90 – 91].
فهذه الآية وحدها دلت على تحريم الخمر من أوجه:
1- أن الله تعالى وصف فيها الخمر بأنها (رجس) والرجس: النجس، وكل نجس محرم بالاتفاق.
2- أن الله عز وجل جعل الخمر من (عمل الشيطان) وعمل الشيطان هو مضادة طريق الحق وكل ما فيه معصية الله عز وجل.
3- الأمر الصريح في الآية باجتناب الخمر (فاجتنبوه)، والأمر يقتضي الوجوب، ووجوب الاجتناب يعني قطعا التحريم.
4- أن الله عز وجل أخبر في الآية أن الشيطان يوقع بيننا العداوة والبغضاء في الخمر والميسر، والعداوة والبغضاء محرمة بين المسلمين، وما يستلزم المحرم محرم.
5- أن الله عز وجل أخبر في الآية أن الشيطان يصدنا عن ذكر الله وعن الصلاة بالخمر والميسر، والصدود عن ذكر الله وعن الصلاة محرم، وما يستلزم المحرم محرم.
6- قول الله سبحانه وتعالى في الآية: (فهل أنتم منتهون؟) هو سؤال، والمراد به الأمر بالانتهاء.
ومن الأحاديث في تحريم الخمر:
– عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ، وَهُوَ بِمَكَّةَ : *” إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ “*. رواه البخاري ومسلم.

– وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا يُنَادِي : أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ. قَالَ : فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ : اخْرُجْ فَأَهْرِقْهَا. فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا }. الْآيَةَ. رواه البخاري ومسلم.

-وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : *” لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ “* . رواه البخاري مسلم.

– وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَإِنَّ فِي الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ لَخَمْسَةَ أَشْرِبَةٍ مَا فِيهَا شَرَابُ الْعِنَبِ. رواه البخاري
– وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : *” مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ “* . رواه البخاري

– وعن أَنَسً رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ – عُمُومَتِي، وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ – الْفَضِيخَ ، فَقِيلَ : حُرِّمَتِ الْخَمْرُ. فَقَالُوا : أَكْفِئْهَا. فَكَفَأْنَا، قُلْتُ لِأَنَسٍ : مَا شَرَابُهُمْ ؟ قَالَ : رُطَبٌ وَبُسْرٌ . فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ : وَكَانَتْ خَمْرَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرْ أَنَسٌ. وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ. رواه البخاري.
والأحاديث في هذا كثيرة.
وقد أجمع المسلمون على تحريم الخمر.

زر الذهاب إلى الأعلى