هل يجوز الترحم على الملحد
رقم الفتوى ( 3155 )
السؤال : بارك الله فيك يا شيخنا،
هل يجوز الترحم على الملحد
حتى وإن كان علمه نفع به الأمة كعالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج؟
الجواب : لا يجوز الترحم على من مات كافرًا بنص القرآن الكريم، قال الله عز وجل، *(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)* [سورة التوبة: 113 – 114]. فالاستغفار لمن مات مشركا لا يجوز، وكان إبراهيم عليه السلام يستغفر لأبيه الكافر لما كان حيا ويدعو له بالهداية، وأما بعدما مات والده على الشرك فلم يستغفر له؛ بل تبرأ منه، وهذه هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام البراءة من أهل الكفر. وقد استأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يستغفر لأمه التي ماتت على الشرك فلم يؤذن له، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : *” اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأَذِنَ لِي “* رواه مسلم. وأما نفع الخلق في الدنيا فلا يحسب لمن لم يأت بالإيمان، قال الله عز وجل: *(وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)* [سورة الفرقان: 23]. وقال الله عز وجل: *(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)* [سورة النور: 39].