من مات منتحرا هل يصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين
رقم الفتوى ( 3133 )
السؤال : من مات منتحرا هل يصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين؟
وهل يدعى له بالمغفرة؟ نريد تفصل في هذا مع ذكر الدليل. وجزيتم خيرا.
الجواب : من مات من المسلمين منتحرا فقد ارتكب جريمة عظيمة وكفر نعمة الله عليه، ولا يكفر بذلك الفعل، وما دام مسلما فالصلاة عليه تصح تكفيرا لذنوبه، ولكن من باب الزجر عن هذه الجريمة الشنيعة ينبغي أن لا يصلي عليه بعض كبراء المجتمع كالعالم الكبير والحاكم والقاضي ونحو هؤلاء، وليس ذلك أن صلاة الجنازة لا تجوز على المنتحر وإنما من باب الزجر للأحياء حتى لا يفعلوا فعله، فعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ” رواه مسلم. قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى: ” وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي هَذَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُصَلَّى عَلَى كُلِّ مَنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَةِ، وَعَلَى قَاتِلِ النَّفْسِ. وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ، وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ أَحْمَدُ : لَا يُصَلِّي الْإِمَامُ عَلَى قَاتِلِ النَّفْسِ، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ غَيْرُ الْإِمَامِ”.