لماذا لم تأت كلمة مثوى مرادا بها الجنة في القرآن
رقم الفتوى ( 2935 )
السؤال : كلمة مثواه هل وردت في القرآن لأهل الجنة أم لأهل النار؟ وما قول فضيلة الشيخ عمن يقول: عندما يموت شخص انتقل فلان إلى مثواه الأخير؟ وجزاك الله خيرا.
الجواب : المثوى في اللغة: محل الثواء، والثواء: المقام بمحل معين سواء كان حسنا أو سيئا، قال الله تعالى حاكيا عن عزيز مصر وهو يتحدث مع زوجه عن يوسف عليه السلام :(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ…)[سورة يوسف: 21]. فهذه الآية تدل على أن المثوى قد يكون كريما وقد يكون سيئا، وقال الله تعالى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم :(وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)[سورة القصص: 45]. أي: ما كنت مقيما في أهل مدين … فالجنة مثوى المؤمنين، والنار مثوى الظالمين، والذي جاء في القرآن ذكر المثوى مضافا إلى أهل النار، ولم تأت كلمة “مثوى” مرادا بها الجنة، ولعل من أسباب ذلك أن كلمة “مثوى” لا تدل على فضل ولا منزلة وإنما تدل على مجرد محل المقام، والجنة أعظم من ذلك، فهي جنات عدن وجنات النعيم، وهذه الأوصاف تدل على المثوى وعلى قدره ومنزلته وصفته، فوصفها بأنها مجرد مثوى يضعف مقامها ومنزلتها. وأما وصف القبر بأنه المثوى الأخير ؛ فإن قصد بها مثواه الأخير في الأرض .. فهو صحيح، وإن قصد مثواه الأخير مطلقا .. فهي كلمة كفر وتكذيب بالبعث بعد الموت، ومثل هذه الجمل الموهمة المشتبهة ينبغي اجتنابها عملا بقول الرسول صلى الله عليه وآله سلم : “فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ”.