هل الرسول يخطئ

رقم الفتوى ( 2803 )

السؤال: تجادلت أنا وصديقي حول أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطئ أو لا، فقلت أنا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطئ، وذكرت له القصة التي في سورة عبس، وقال هو: لا، ثم لما رجعت إلى البيت تذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم، فهل هناك تناقض بين ذلك؟ وماذا يجب علي؟ لأني أحس في نفسي أني مخطئ؟
الجواب : الصواب أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد يقع منه الخطأ في الاجتهاد كما في قصته مع الأعمى عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه ومعاتبة الله عز وجل له في سورة عبس، وكما في قصة الأسرى ببدر ونزل في ذلك: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة اﻷنفال: 67]. وكذلك في شأن تزويج زيد بن حارثة رضي الله عنه بزينب بنت جحش رضي الله عنها وأنزل الله عز وجل في ذلك: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [سورة اﻷحزاب: 37]. وغير ذلك. وأما عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهي ثابتة في تبليغ الرسالة، فهو صلى الله عليه وآله وسلم معصوم من الخطأ في التبليغ بإجماع المسلمين، وكذلك معصوم عن الوقوع في كبائر الذنوب، واختلفوا في الصغائر هل هو معصوم من الوقوع فيها أو معصوم من الإصرار عليها؟ وأما الاجتهاد فلا علاقة له بالعصمة، وهو ليس معصوم من الخطأ في الاجتهاد كما بيّنت لك. والله أعلم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى