أيهما أفضل الذكر أو الأنثى

رقم الفتوى ( 2799 )

السؤال : البعض يقول: من أفضل الأنثى أو الذكر؟ توصل العلماء إلى إجابه واحده وهي الذكر، بينما البعض يقول: الله يقول: ( وليس الذكر كالأنثى ) وفي النحو دائما المشبه به هو الأفضل وليس المشبه؟ فما رأيك ياشيخ؟

الجواب :
– القرآن قد نص على تفضيل الذكر، قال الله عز وجل: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) [سورة النساء: 34].

– أن السنة دلت على تفضيل الذكر على الأنثى، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ” رواه البخاري ومسلم.

– أن سياق قصة ميلاد مريم رحمها الله في سورة آل عمران يدل على أن الذكر خير من الأنثى، ذلك أنه جاء في سياق التحسر، فإن أم مريم رحمها الله كانت تريد ذكرا لخدمة المسجد الأقصى؛ لهذا لما وضعتها أنثى قالت: ( رب إني وضعتها أنثى)، قَالَ اِبْن عَبَّاس: إِنَّمَا قَالَتْ هَذَا لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَقْبَل فِي النَّذْر إِلَّا الذُّكُور , فَقَبِلَ اللَّه مَرْيَم.

قال الإمام ابن جرير رحمه الله تعالى: “ثم رجع جل ذكره إلى الخبر عن قولها، وأنها قالت اعتذارا إلى ربها مما كانت نذرت في حملها فحررته لخدمة ربها: {وليس الذكر كالأنثى} لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقوم بها، وأن الأنثى لا تصلح فى بعض الأحوال لدخول القدس والقيام بخدمة الكنيسة لما يعتريها من الحيض والنفاس”.

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: “وَلَيْسَ الذَّكَر كَالْأُنْثَى ” أَيْ فِي الْقُوَّة وَالْجَلَد فِي الْعِبَادَة وَخِدْمَة الْمَسْجِد الْأَقْصَى”.

وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: “وَهَذِهِ الصَّالِحَة إِنَّمَا قَصَدَتْ بِكَلَامِهَا مَا تَشْهَد لَهُ بِهِ بَيِّنَة حَالهَا وَمَقْطَع كَلَامهَا , فَإِنَّهَا نَذَرَتْ خِدْمَة الْمَسْجِد فِي وَلَدهَا , فَلَمَّا رَأَتْهُ أُنْثَى لَا تَصْلُح وَأَنَّهَا عَوْرَة اِعْتَذَرَتْ إِلَى رَبّهَا مِنْ وُجُودهَا لَهَا عَلَى خِلَاف مَا قَصَدَتْهُ فِيهَا” .
– لا يكون المشبه به أفضل من المشبه دائما، فالتشبيه الذي يراد به التفضيل، والتشبيه المقلوب لا يكون فيه المشبه به أقوى من المشبه.
– التشبيه جاء في سياق النفي لا الإثبات، والعرب في مثل هذا تقصد التفضيل؛ لذلك لا يراعون أن يكون المشبه أضعف من المشبه به؛ بل قد يجعلون المشبه أقوى، ولينظر تفصيل ذلك في “التحرير والتنوير” لابن عاشور.
– التشبيه غالبا يكون في صفة معينة لا في كل الصفات.
– غاية ما في الأمر أن تفضل الأنثى في شيء خاص على الذكر أو تفضل أنثى خاصة على ذكر، وأما تفضيل جنس الأنثى على الذكر فغير صحيح.
والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى