ما معنى قوله تعالى وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ
رقم الفتوى ( ٤١٢٦ )
السؤال : ياشيخ جزاك الله خيرا، نرجو منك تفسير هذه الآية قال الله تعالى: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)[سورة البقرة: 235].
الجواب : تفسير الآية كالآتي:
(وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) أي : لا حرج عليكم ولا إثم.
( فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ) أي : فيما قلتموه بلفظ غير صريح في خطبة النساء وهن في العدة، كأن يقول للمرأة: أنت جميلة، أو كم من إنسان يرغب فيك، ونحو ذلك، ومفهوم المخالفة لهذه الجملة أنه لا يجوز التصريح بخطبة المرأة وهي في العدة.
وقوله : (أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ) أي : ولا جناح عليكم فيما أخفيتم في أنفسكم من إرادة خطبة المرأة بعد انقضاء عدتها، فلا مؤاخذة على ما في النفس.
ثم قال الله عز وجل : (عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ) أي : أنكم ستذكرون النساء المعتدات وستذكرون خطبتهن في قلوبكم وعلى ألسنتكم.
(وَلَٰكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا) أي : لا تواعدوهن وتتكلموا معهن بفعل السر، والسر هو الزنا، أي : لا تتواعدوا بفعل الزنا، وقال بعض المفسرين : المعنى : لا تأخذ منها عهدا بأن لا تذهب لغيرك،
(إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا) الاستثناء هنا منقطع والمعنى: لكن أن تقولوا قولا معروفا من التعريض بالخطبة ونحوه.
وقوله : (وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ) أي: لا تعزموا على عقد النكاح حتى تنتهي العدة فإن نكاح المعتدة حرام وباطل.
وختم الله عز وجل الآية بالترهيب والترغيب فقال سبحانه وتعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)