الحكم الشرعي لما يعرف في وادي حضرموت بالرقوة

رقم الفتوى ( 2671 )

السؤال : ما هو الحكم الشرعي لما يعرف في وادي حضرموت بالرقوة؟ نرجو توضيح حقيقتها توضيحاً موسعاً .
‎الجواب : الرقية: وهي قراءة كلمات بقصد رفع الضر أو دفعه مشروعة بالقرآن وبما جاء في السنة من تعويذات وبكل كلام مفهوم ما لم يكن فيه شرك، فعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ : ” اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ” رواه مسلم.
‎فهذا الحديث صريح في جواز الرقية بكل كلام مجرب ليس فيه شرك، ولو كان مما يرقى به الناس في الحاهلية.
‎وكون بعض الناس يرقى بإذن الله على وجه الخصوص برقية معينة فهذا من قسم الله لعباده، وليس فيه دلالة على صلاح ولا كرامة، ولكنها من الخصائص الخلقية الطبعية. ولكن يشترط أن لا يصحب هذه الرقية شيء من الشرك كدعاء غير الله من الأولياء والصالحين.
‎فعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّه رضي الله عنهماِ يَقُولُ : أَرْخَصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ لِبَنِي عَمْرٍو. قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ : وَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ، وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْقِي ؟ قَالَ :  ” مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ ” رواه مسلم.
‎ ففي هذا الحديث نص في الرخصة بالرقية لقوم مخصوصين وهم بنو عمرو، في رقية مخصوصة وهي الرقية من لدغة الثغبان .
‎وعَنْ جَابِرٍ بْنَ عَبْدِ اللَّه رضي الله عنهماِ، قَالَ: كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى، قَالَ : فَأَتَاهُ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَأَنَا أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ. فَقَالَ : ” مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ ” .رواه مسلم.
.
‎وفي هذا الحديث نص في الرخصة بالرقية لشخص مخصوص وهو خال جابر رضي الله عنه، في رقية مخصوصة وهي الرقية من لدغة العقرب .
‎والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى